کد مطلب:369653 سه شنبه 3 اسفند 1395 آمار بازدید:380

الدعاء السادس
 (وَ کَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ عِنْدَ الصَّبَاحِ وَ الْمَسَاءِ)




الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی خَلَقَ اللَّیْلَ وَ النَّهَارَ بِقُوَّتِهِ وَ مَیَّزَ بَیْنَهُمَا بِقُدْرَتِهِ وَ جَعَلَ لِکُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَدّاً مَحْدُوداً ، وَ أَمَداً مَمْدُوداً یُولِجُ کُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِی صَاحِبِهِ ، وَ یُولِجُ صَاحِبَهُ فِیهِ بِتَقْدِیرٍ مِنْهُ لِلْعِبَادِ




فِیمَا یَغْذُوهُمْ بِهِ ، وَ یُنْشِئُهُمْ عَلَیْهِ فَخَلَقَ لَهُمُ اللَّیْلَ لِیَسْکُنُوا فِیهِ مِنْ حَرَکَاتِ التَّعَبِ وَ نَهَضَاتِ النَّصَبِ ، وَ جَعَلَهُ لِبَاساً لِیَلْبَسُوا مِنْ رَاحَتِهِ وَ مَنَامِهِ ، فَیَکُونَ ذَلِکَ لَهُمْ جَمَاماً وَ قُوَّهً ، وَ لِیَنَالُوا بِهِ لَذَّهً وَ شَهْوَهً وَ خَلَقَ لَهُمُ النَّهَارَ مُبْصِراً لِیَبْتَغُوا فِیهِ مِنْ فَضْلِهِ ، وَ لِیَتَسَبَّبُوا إِلَی رِزْقِهِ ، وَ یَسْرَحُوا فِی أَرْضِهِ ، طَلَباً لِمَا فِیهِ نَیْلُ الْعَاجِلِ مِنْ دُنْیَاهُمْ ، وَ دَرَکُ الْآجِلِ فِی أُخْرَاهُمْ بِکُلِّ ذَلِکَ یُصْلِحُ شَأْنَهُمْ ، وَ یَبْلُو أَخْبَارَهُمْ ، وَ یَنْظُرُ کَیْفَ هُمْ فِی أَوْقَاتِ طَاعَتِهِ ، وَ مَنَازِلِ فُرُوضِهِ ، وَ مَوَاقِعِ أَحْکَامِهِ ، لِیَجْزِیَ الَّذِینَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا ، وَ یَجْزِیَ الَّذِینَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَی . اللَّهُمَّ فَلَکَ الْحَمْدُ عَلَی مَا فَلَقْتَ لَنَا مِنَ الْإِصْبَاحِ ، وَ مَتَّعْتَنَا بِهِ مِنْ ضَوْءِ النَّهَارِ ، وَ بَصَّرْتَنَا مِنْ مَطَالِبِ الْأَقْوَاتِ ، وَ وَقَیْتَنَا فِیهِ مِنْ طَوَارِقِ الْآفَاتِ . أَصْبَحْنَا وَ أَصْبَحَتِ الْأَشْیَاءُ کُلُّهَا بِجُمْلَتِهَا لَکَ سَمَاؤُهَا وَ أَرْضُهَا ، وَ مَا بَثَثْتَ فِی کُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ، سَاکِنُهُ وَ مُتَحَرِّکُهُ ، وَ مُقِیمُهُ وَ شَاخِصُهُ وَ مَا عَلَا فِی الْهَوَاءِ ، وَ مَا کَنَّ تَحْتَ الثَّرَی أَصْبَحْنَا فِی قَبْضَتِکَ یَحْوِینَا مُلْکُکَ وَ سُلْطَانُکَ ، وَ تَضُمُّنَا مَشِیَّتُکَ ، وَ نَتَصَرَّفُ عَنْ أَمْرِکَ ، وَ نَتَقَلَّبُ فِی تَدْبِیرِکَ . لَیْسَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ إِلَّا مَا قَضَیْتَ ، وَ لَا مِنَ الْخَیْرِ إِلَّا مَا أَعْطَیْتَ . وَ هَذَا یَوْمٌ حَادِثٌ جَدِیدٌ ، وَ هُوَ عَلَیْنَا شَاهِدٌ عَتِیدٌ ، إِنْ أَحْسَنَّا وَدَّعَنَا بِحَمْدٍ ، وَ إِنْ أَسَأْنَا فَارَقَنَا بِذَمٍّ . اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ ارْزُقْنَا حُسْنَ مُصَاحَبَتِهِ ، وَ اعْصِمْنَا مِنْ




سُوءِ مُفَارَقَتِهِ بِارْتِکَابِ جَرِیرَهٍ ، أَوِ اقْتِرَافِ صَغِیرَهٍ أَوْ کَبِیرَهٍ وَ أَجْزِلْ لَنَا فِیهِ مِنَ الْحَسَنَاتِ ، وَ أَخْلِنَا فِیهِ مِنَ السَّیِّئَاتِ ، وَ امْلَأْ لَنَا مَا بَیْنَ طَرَفَیْهِ حَمْداً وَ شُکْراً وَ أَجْراً وَ ذُخْراً وَ فَضْلًا وَ إِحْسَاناً . اللَّهُمَّ یَسِّرْ عَلَی الْکِرَامِ الْکَاتِبِینَ مَئُونَتَنَا ، وَ امْلَأْ لَنَا مِنْ حَسَنَاتِنَا صَحَائِفَنَا ، وَ لَا تُخْزِنَا عِنْدَهُمْ بِسُوءِ أَعْمَالِنَا . اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنَا فِی کُلِّ سَاعَهٍ مِنْ سَاعَاتِهِ حَظّاً مِنْ عِبَادِکَ ، وَ نَصِیباً مِنْ شُکْرِکَ وَ شَاهِدَ صِدْقٍ مِنْ مَلَائِکَتِکَ . اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ احْفَظْنَا مِنْ بَیْنِ أَیْدِینَا وَ مِنْ خَلْفِنَا وَ عَنْ أَیْمَانِنَا وَ عَنْ شَمَائِلِنَا وَ مِنْ جَمِیعِ نَوَاحِینَا ، حِفْظاً عَاصِماً مِنْ مَعْصِیَتِکَ ، هَادِیاً إِلَی طَاعَتِکَ ، مُسْتَعْمِلًا لِمَحَبَّتِکَ . اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ وَفِّقْنَا فِی یَوْمِنَا هَذَا وَ لَیْلَتِنَا هَذِهِ وَ فِی جَمِیعِ أَیَّامِنَا لِاسْتِعْمَالِ الْخَیْرِ ، وَ هِجْرَانِ الشَّرِّ ، وَ شُکْرِ النِّعَمِ ، وَ اتِّبَاعِ السُّنَنِ ، وَ مُجَانَبَهِ الْبِدَعِ ، وَ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ ، وَ النَّهْیِ عَنِ الْمُنْکَرِ ، وَ حِیَاطَهِ الْإِسْلَامِ ، وَ انْتِقَاصِ الْبَاطِلِ وَ إِذْلَالِهِ ، وَ نُصْرَهِ الْحَقِّ وَ إِعْزَازِهِ ، وَ إِرْشَادِ الضَّالِّ ، وَ مُعَاوَنَهِ الضَّعِیفِ ، وَ إِدْرَاکِ اللَّهِیفِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اجْعَلْهُ أَیْمَنَ یَوْمٍ عَهِدْنَاهُ ، وَ أَفْضَلَ صَاحِبٍ صَحِبْنَاهُ ، وَ خَیْرَ وَقْتٍ ظَلِلْنَا فِیهِ وَ اجْعَلْنَا مِنْ أَرْضَی مَنْ مَرَّ عَلَیْهِ اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ مِنْ جُمْلَهِ خَلْقِکَ ، أَشْکَرَهُمْ لِمَا أَوْلَیْتَ مِنْ نِعَمِکَ ، وَ أَقْوَمَهُمْ بِمَا شَرَعْتَ مِنْ شرَائِعِکَ ، وَ أَوْقَفَهُمْ عَمَّا حَذَّرْتَ مِنْ نَهْیِکَ . اللَّهُمَّ إِنِّی




أُشْهِدُکَ وَ کَفَی بِکَ شَهِیداً ، وَ أُشْهِدُ سَمَاءَکَ وَ أَرْضَکَ وَ مَنْ أَسْکَنْتَهُمَا مِنْ مَلائِکَتِکَ وَ سَائِرِ خَلْقِکَ فِی یَوْمِی هَذَا وَ سَاعَتِی هَذِهِ وَ لَیْلَتِی هَذِهِ وَ مُسْتَقَرِّی هَذَا ، أَنِّی أَشْهَدُ أَنَّکَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ، قَائِمٌ بِالْقِسْطِ ، عَدْلٌ فِی الْحُکْمِ ، رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ، مَالِکُ الْمُلْکِ ، رَحِیمٌ بِالْخَلْقِ . وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُکَ وَ رَسُولُکَ و خِیَرَتُکَ مِنْ خَلْقِکَ ، حَمَّلْتَهُ رِسَالَتَکَ فَأَدَّاهَا ، وَ أَمَرْتَهُ بِالنُّصْحِ لِأُمَّتِهِ فَنَصَحَ لَهَا اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، أَکْثَرَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ خَلْقِکَ ، وَ آتِهِ عَنَّا أَفْضَلَ مَا آتَیْتَ أَحَداً مِنْ عِبَادِکَ ، وَ اجْزِهِ عَنَّا أَفْضَلَ وَ أَکْرَمَ مَا جَزَیْتَ أَحَداً مِنْ أَنْبِیَائِکَ عَنْ أُمَّتِهِ إِنَّکَ أَنْتَ الْمَنَّانُ بِالْجَسِیمِ ، الْغَافِرُ لِلْعَظِیمِ ، وَ أَنْتَ أَرْحَمُ مِنْ کُلِّ رَحِیمٍ ، فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ الْأَخْیَارِ الْأَنْجَبِینَ .